“الحب تضحية” حكمة لا يستهان بها، ومقولة بليغة يُعتد بها، تعتلج بأعماق المحبين، وتظل مختبئة في كيانهم وبين وجدانهم يتغنون بها في قصائدهم ويطرزونها بحروف من نور في قلوبهم، ولكن هل هذا فعلٌ صحيحٌ؟ هل التضحية بسعادتك من أجل شخص آخر جزء من الوقوع في الحب؟ وإلى أي مدى تكون التضحية؟
وفي ظل احتفالات يوم الحب، سيدتي تطرح تساؤل: ما هو الشيء الأكثر جنونًا الذي تخليت عنه من أجل الحب؟، وإلى أي مدى تضحي من أجل حبيبك؟
- الحب لا يعنى الاتفاق على كل الأمور طوال الوقت
في البداية تقول د. أمينة رجواتي استشاري نفسي وخبير علاقات إنسانية وأسرية وعضو الجمعية الأمريكية للدراسات النفسية لسيدتي: بغض النظر عن مدى توافق شخصين أو مدى القواسم المشتركة بينهما، فلن يتفقوا أبدًا بنسبة 100٪ طوال الوقت. ومهما كانت نقاط الاتفاق ستكون هناك حتمًا خلافات ولو بنسبة ضعيفة، فدائمًا لن تسير الحياة بسلاسة. ففي كثير من الأحيان تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فتأتي أشياء خارجة عن إرادتك. وتجد نفسك في معترك طريق حيث تصطدم بعثرة كونية في الطريق، فتظهر الحاجة إلى التضحيات والتنازلات فكيف ترى الحب والتضحية، فهل التضحيات والتنازلات طريقة للتعبير عن الحب، هذه طرق التعبير عن مشاعر الحب ورأي المختصين
- الحب لا يجب أن يكون دائمًا تضحية
تؤكد د. أمينة أن الحب لا يجب أن يكون دائمًا تضحية. فلا بد من الوصول لحل وسط حتى لا يحدث الندم، ويشعر أحد الطرفين بالاستغلال فإذا كانت تصرفات خطيبك أو زوجك تقترح عليك التضحية بصحتك العقلية، أو رفاهيتك العاطفية، أو سلامتك النفسية أو الصحية فيمكنك الرفض أو حتى الابتعاد. هذه التضحيات لا تفيدك ولا تفيد علاقتك ولا يجب عليك تقديمها.
تقول: الحب هو الحل الوسط. في حين أن التضحيات غالبًا ما تكون من جانب واحد، فإن التنازلات عادة ما تكون أكثر مساواة. التضحيات هي نتيجة التغيرات الكبيرة في الحياة. والتنازلات تمثل الحلول الوسط للقرارات اليومية التي تجعل العلاقة تسير بسلاسة.
وتؤكد د. أمينة أنّ كل علاقة ومجموعة من الظروف تختلف، فعند مواجهة خلاف وعثرة في الطريق، سيكون الأمر متروك لك لتقرير ما يستحق التضحية، وما الذي يستحق التنازل عنه، وما الذي يستحق القتال من أجله. في بعض الأحيان، يكون القرار سهلاً؛ البعض الآخر، ليس كثيرًا. أهم الأشياء هي أن كلا من الطرفين يقدم التضحيات والتنازلات بالتساوي، وبكل احترام فهذا هو الحب الحقيقي، ويمكنك التعرف على تأثير الثقافة على العاطفة
No Comment! Be the first one.